القراءة المقطعية مفهومها – دورها وأهدافها
بدأت تظهر بعض نتائج اعتماد أسلوب القراءة المقطعيَّة من طرف المدرسين، وذلك بتوجيه وتأطير من المهتمِّين بالشأن التربوي.
ولقد تبيَّن أن هذا النمط من التدريس يمكن أن تكون له نتائج إيجابيَّة.
إذ يعمل على تسهيل قراءة الحرف، ثم الكلمة، ثم الجملة، ثم النص.
فما هي إذن القراءة المقطعيَّة؟
الجواب سنتعرف عليه الآن:
إذا كانت القراءة تعني تحويل الحرف والكلمة المكتوبة إلى صوت.
فالقراءة المقطعيَّة تنسب إلى مقطع، وقطعة، والمقصود بها هنا جزء من شيء، وبالنسبة لنا فإن المقطع هو جزء من كلمة، أي: هو الحرف، هذا هو مبدأ القراءة المقطعية.
هناك مفهوم آخر لأسلوب القراءة المقطعية، إذ يمكن القول أنها طريقة تعمل على تسهيل وتبسيط القراءة وتيسيرها، من خلال معرفة الحرف وحده أولا، ثم في إطار الكلمة، ثم في إطار الجملة، وبالتالي في إطار النص ككل، أي التدرج.
ومن هنا يجب الإشارة إلى أن القراءة المقطعية لاقت تفاعلًا كبيرًا من لدن المتعلمين، وخصوصًا على مستوى المستويات الأولى من التعليم الابتدائي.
حيث أكد العديد من المهتمين بالشأن التربوي على مدى نجاح هذه الطريقة والتي تتألَّف من خمسة محدِّدات تتفاعل فيما بينها.
محددات القراءة المقطعية:
وهي على النحو التالي: (الوعي الصوتي، والتطابق الصوتي الإملائي، والطلاقة، واكتساب المفردات، والفهم القرائي).
من خلال هذا القراءة يتضح أن الصوت هو ما يجب على المتعلم أن يعيَه ويتقن إخراج الحرف، دون إرفاقه بالحركة القصيرة أو الطويلة أو التنوين وذلك من خلال سماعه له، باستعمال الأجهزة الصوتية: “الفم واللسان، والشفتان والحلق، والأسنان واللثة والحنك”.
وهذا يحصل بمحاكاة المتعلمين، قبل أن يقوم المدرس بطلب المتعلم أن يكتب الحرف “المصوَّت” أي المسموع بفتح الواو وتشديدها بغية التطبيق الإملائيِّ.
فوائد القراءة المقطعية
وهذه العملية لها تأثير جد إيجابي حيث ستمكن المتعلِّمَ من إخراج الحرف من الأجهزة الصوتية بطلاقة، ويعتبر ذلك الهدف المنشود.
للقراءة المقطعية إيجابيات أخرى، كونها تجعل المتعلم يكتسب العديد من المفردات.
لأن التدريب والتعود على الحرف في إطار الكلمة يُعينه على التعامل مع مفردات متعددة.
إذ تمكنه من الاستيعاب بشكل غير مباشر، وفي نهاية هذه العملية يكون المتعلم قادرًا على فهم المقروء وهذه نتيجة يسعى جل المدرسين لتحقيقها.
بالاضافة إلى ما سبق، نشير أيضا أن العديد من التربويِّين أكدو العرب كانوا أول من لجأ إلى هذه الطريقة الفعالة، و استعملت كثيرا من لدن القائمين على تحفيظ القرآن الكريم.
حيث كانوا يعتمدون على تلقين الحرف وحده، مع الرمز للحرف ووصفه ببعض الصفات، وكانت تحقق نتائج خيالية.
وفيما يلي أمثلة لبعض طرق تعلم الحروف، كقولهم: “الألف لا ينقط، والباء نقطة من تحت، والخاء نقطة من فوق…”.
هذا الترميز البسيط في مظهره، كان مهمًّا للمتعلم ليستوعب الحرف بطريقة سهلة وسريعة، وهذا ما يسعى إليه كافة المدرسين.